بسم الله الرحمن الرحيم
صحيح أن آخر نهائيين لـ كوبا أمريكا
كانا قد جمعا بين البرازيل والأرجنتين
لكن كبيريّ القارة ليسا وحدهما في البطولة
وتاريخيا ً هناك 20 لقبا ً من أصل 42
ذهبت إلى بلدان أخرى غير البرازيل والأرجنتين
لذلك لا يكلّ البعض من تكرار نفس المقولة
" كوبا أمريكا , ليست برازيل وأرجنتين فقط "
وفيما يلي نستعرض بعض النقاط ,
التي تستحق الملاحظة عند المنتخبات الأخرى
:: الهجوم الكاسح ( الأوروغواي ) ::
خلال السنوات الأخيرة , كانت الأوروغواي حاضرة بـ تاريخها
وغائبة عن الأحداث الكبرى بـ حاضرها المختلف تماما ً
لكن ذلك الإنطباع تغير قليلا ً منذ كأس العالم الماضية
وهي البطولة التي شهدت العودة القوية لـ منتخب الأوروغواي
تحت قيادة أوسكار تاباريز الذي اشرف على الفريق
منذ إخفاق بلوغ نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا
أحد أسرار تميز منتخب الأوروغواي كان خط هجومها الناري
والذي شهد تتويج أحد نجومه ( دييجو فورلان ) بالكرة الذهبية
كـ أفضل لاعب في نهائيات كأس العالم الماضية
لكن دييجو فورلان ليس وحده من يقود هذا الخط الناريّ
أكبر امتيازات هجوم الأوروغواي أن لاعبي هذا الخط
شهدوا تطورا ً كبيرا ً في مستوياتهم خلال الموسم الماضي
بداية من لويس سواريز الذي خاض نصف الموسم الأول
في أياكس الذي قدم معه مستويات كبيرة في دوري أبطال أوروبا
قبل الرحيل إلى ليفربول الذي وجد فيه خير معوض لـ رحيل توريس
وهي الصفقة التي أعتبرها الكثيرون أفضل تعاقد في أوروبا
خلال فترة الإنتقالات الشتوية الماضية
وإلى جانبه هناك أيضا ً أدينسون كافاني مهاجم نابولي
الذي حلّ ثانيا ً في سلم ترتيب هدافيّ الدوري الإيطالي
خلف دي ناتالي بفارق هدف واحد مسجلا ً 27 هدفا ً
في أول مواسمه مع نابولي ,
لا يتوقف الأمر عند هذه الأسماء ,
لأن المخضرم سيباستيان أبرو صاحب ركلة الترجيح الشهيرة
أمام منتخب غانا سيكون حاضرا ً بعمر الـ 34 عاما ً
بـ الإضافة إلى أبيل هيرنانديز الذي وجد فيه باليرمو
خير تعويض بعد رحيل كافاني عن الفريق الورديّ
دون أن ننسى مساهمات لاعبي خط الوسط الهجوميين
نيكولاس لوديرو الذي كان سيء الحظ للغاية في المونديال الماضي
و لاعب بولونيا الإيطالي , جاستون راميريز ذو الـ 20 عاما ً
والذي يحاول روما فعل المستحيل لـ التعاقد معه.
:: الاستقرار الفني ( الباراغواي ) ::
من بين 10 مدربين يقودون 10 منتخبات في كوبا أمريكا
يعد الأرجنتيني جيراردو مارتينو الأقدم والأكثر بقاء ً مع منتخبه
حيث تولى تدريب منتخب الباراغواي منذ العام 2006
ولا يشاركه في ذلك إلا أوسكار تاباريز مدرب منتخب الأوروغواي
وإذا كانت تلك المدة في تدريب منتخب واحد
تعد طبيعية بالنسبة لـ تاباريز كونه يدرب منتخب بلاده الوطني
فإن ذلك لا يعد أمرا ً طبيعيا ً بالنسبة لمدرب أرجنتيني
يتولى مهام قيادة منتخب الباراغواي الذي عودنا دائما ً
على استقدام أسماء أجنبية لهذا المنصب أشهرهم الإيطالي تشيزاري مالديني
وإذا كان تأهل البرازيل والأرجنتين إلى كأس العالم
يعد أمرا ً بديهيا ً ومسلما ً به , فإن منتخب الباراغواي
كان المنتخب الوحيد من أمريكا الجنوبية الذي لا يتخلف
عن نهائيات كأس العالم خلال الأربع نسخ الماضية
ولا يكتفي بذلك , بل يقدم في كل مرة مستويات كبيرة
وكلنا نتذكر كيف عانت فرنسا وألمانيا وإسبانيا
قبل أن تقصي منتخب الباراغواي من بطولات كأس العالم الماضية
ورغم تلك النجاحات الباهرة إلا أن كرة القدم في البارغواي
لم تقدم لـ أوروبا أسماء كبيرة تنجح في أن تكون عناصر أساسية
في كبار أندية أوروبا خلال السنوات الماضية
أفضل لاعبي الجيل الحالي للباراغوي من أمثال سانتا كروز
أو فالديز أو حتى تشيلافيرت سابقا ً ,
لم تصل إلى أندية كبيرة إلا لـ تكون احتياطية
كما حصل مع سانتا كروز في بايرن ميونخ ومانشيستر سيتي
عكس ما نشاهده مع لاعبي منتخبات الأوروغواي و تشيلي أو حتى الإكوادور
التي يشارك نجمها أنطونيو فالنسيا بشكل أساسي في مانشيستر يونايتد
قوة الباراغواي كانت دائما ً في حالة الإستقرار
و روح المجموعة الواحدة التي تمتع بها هذا الفريق
لذلك قبل النظر إلى اسماء لاعبي ونجوم هذا المنتخب
علينا أن نتذكر دائما ً أنه بنفس الأسماء أو حتى بأقل منها
كان دائما ً قادرا ً على فعل أشياء كبيرة جدا ً
لا يفعلها أي منتخب جنوب أمريكي آخر
إذا ما استثنينا البرازيل والأرجنتين من تلك المقارنة.
:: دفاع الكاتيناتشيو ( كولومبيا ) ::
حين ربحت كولومبيا لقبها الوحيد في كوبا أمريكا عام 2001
كان سلاحها الأول , خط دفاعها الحديدي بقيادة إيفان كوردوبا
وطوال مشوار تلك البطولة الممتد إلى 6 مباريات كاملة
لم تتلق َ شباك كولومبيا أيّ أهداف , وغادرت البطولة كما دخلتها
بـ شباك ٍ عذراء و بخط دفاع استحق العلامة الكاملة
هذه المرة يراهن الكولومبيون مرة أخرى على خط دفاعهم
وما يزيد إيمانهم بمصدر القوة هذا , أن يكون جميع لاعبي هذا الخط
ممن يلعبون في أكثر بطولات كرة القدم شهرة من الناحية الدفاعية
وهنا لا نعني إلا الكالتشيو الإيطالي , مهد طريقة الكاتيناتشيو الشهيرة
ماريو يبيس ( ميلان ) كريستيان زاباتا ( أودينيزي ) جوان زونيجا ( نابولي ) بابلو أرميرو
( أودينيزي )
هذا الرباعي سيشكل خط الدفاع الأساسي لـ منتخب كولومبيا
وقد جرت تجربتهم معا ً خلال المباراة الودية أمام المكسيك مؤخرا ً
وأظهر هذا الرباعي قوة و تماسكا ً يستحق الإشادة
لكن ذلك الإمتياز يمكن أن يكون مهددا ً بـ الخطر لـ سبب هامّ للغاية
وهو اختلاف طريقة اللعب بين الأندية وبين المنتخب
أرميرو يلعب كـ ظهير أيسر بمهام دفاعية أقل في أودينيزي
ذلك لأن الفريق الإيطالي يعتمد طريقة 3-5-2 التقليدية
وبنفس الطريقة تقريبا ً يلعب نابولي الذي يستخدم زونيجا
كـ قلب دفاع أيمن خلف كريستيان ماجيو الظهير الأيمن
بـ الإضافة إلى بقاء يبيس طويلا ً على مقاعد البدلاء في ميلان
مباريات البطولة , وحدها من ستكشف
ما إذا كان الدفاع الكولومبي قادرا ً على تحمل أعباء المباريات
وقيادة كولومبيا نحو مراحل متقدمة من هذه البطولة.
:: قصار القامة ( تشيلي ) ::
ليست وحدها تشيلي من لا تملك معدل طول مرتفع
بالنسبة لـ لاعبي كرة القدم في منتخبها الوطني
لأن تلك تبدو وأنها سمة تطغى على جميع منتخبات القارة
أو حتى على مستوى شعوب تلك البلدان
لكن تشيلي تتميز بأن جلّ لاعبيها المميزين والمبدعين
هم من قصار القامة وممن لا تصل أطوالهم إلى 180 سم على الأقلّ
اومبرتو سوازو ( 171) ماوريسيو إيسلا ( 175 ) كارلوس مونيوز ( 173 )
فيليب جوتيريز ( 170 ) جاري ميديل ( 171 ) خورخي فالديفيا ( 173 )
وبالطبع اللاعب الأقصر والأكثر مهارة أليكسس سانشيز ( 168) فقط !!
عند البعض لا يعد قصر القامة امتيازا ً لأي فريق كرة قدم
لكنه يصبح كذلك إذا ما وجد التوظيف المناسب ,
وهذا ما قام به بالتحديد مارسيلو بيلسا خلال كأس العالم الماضية
حيث اعتمد خطة لعب أقرب ما تكون إلى 3-5-2
تتحول في أحيان كثيرة إلى 3-4-3 معتمدا ً على سرعة اللاعبين
ومهاراتهم الفردية العالية التي يمكن لها أن تتغلب
على منتخبات تتميز بـ القوة البدنية كما حصل مع منتخبات سويسرا و هندوراس
مارسيلو بيلسا ترك منصبه كـ مدرب لـ منتخب تشيلي
لكن أرجنتينيا ً آخر يخلفه في منصبه وهو كلاوديو بورجي
أحد أفراد المنتخب الأرجنتيني الفائز بكأس العالم 1986
والذي سبق له أن تعرف على كرة القدم في تشيلي عن قرب
بعد أن لعب لـ أندية تشيلية أشهرها كولو كولو و سانتياجو واندررز
وبـ مدرب يعرف كرة القدم التشيلية جيدا ً
وكل اولئك اللاعبين المهرة , قصار القامة كانوا أم طوالا ً
فإن تشيلي تعد بالكثير خلال البطولة القادمة
بعد أن أظهرت وجهها الحسن خلال كأس العالم الماضية.